10‏/01‏/2020

تجارب الاقتراب أو الرجوع من الموت NDE رسائل من عالم آخر


أشخاص تختلف ثقافاتهم و اعتقاداتهم ودياناتهم يتحدثون عن تجربة الإقتراب من الموت كتجربة غير عادية أثرت في مسار حياتهم وغيرت نظرتهم للموت وما بعد الموت و مكنتهم من فهم الغرض من الحياة على الأرض.
ويؤكد أغلبهم على أنها ليست نوعا من أنواع الرؤيا و الأحلام بل ما عاشوه كان تجربة حقيقة رأتها العين و حفظتها الذاكرة.


لا دين لهذه التجربة:
هؤلاء الأشخاص تتقارب رواياتهم و أحاسيسهم بعد هاته التجربة, و بالنسبة اليهم الموت يؤدي الى عالم واحد، وكثير منهم لا يجرؤون على التحدث بذلك الى الناس المحيطين بهم مخافة أن يؤخذ كلامهم كنوع من عدم الاتزان العقلي ، أو قد يتهمون في اعتقادهم الديني.

هاته التجارب تحدث في الغالب نتيجة غيبوبة عميقة بسبب حادث او سكتة قلبية أو بعد التخدير لأجل عملية جراحية و في بعض الأحيان قد يحدث أثناء النوم العادي للإنسان.

يمكن تقسيم تجارب الرجوع من الموت الى تلاث أنواع :

1- تجربة الخروج من الجسد (OBE Out of body experience, Sortie Hors du corps)
2- تجربة الإقتراب من الموت الايجابية (NDE Near death experience ,Expérience de mort imminente , )
3- تجربة الإقتراب من الموت السلبية (Distressing NDE, Experience de Mort imminente négative)


1- تجربة الخروج من الجسد و الجولان :
حيث يرى الشخص جسده ممتدا في الأسفل و هو في الأعلى و تصبح لديه قدرات على الإدراك بشكل مضاعف بحيث يسمع الأصوات البعيدة جدا ويرى 360 درجة و يتمكن من الطيران والتنقل بسرعة فائقة وكذلك من تجاوز المعيقات المادية بسهولة كالحائط و الأبواب ، و في الغالب لا تتجاوز هاته التجربة إلا بضعة ثواني او دقائق لأنه كلما طالت المدة فمعناها عدم تمكن الشخص من العودة الى الجسد وبالتالي الموت المؤكد.
و للإشارة استطاعت امرأة عمياء من خلال تجربة الخروج من الرِؤية لأول مرة في حياتها.


2- تجربة الإقتراب من الموت الايجابية :
في هاته التجربة تخرج الروح وتتوجه الى ما يسمى نفق من النور يظهر في الأعلى وهناك من يعيش لحظة تنقطع الحواس بحيث يصبح الشخص في حالة انتظار وصمت قد تطول و تظهر على انها غير منتهية الى أن تعود الحواس ثم يرى النور ويتوجه اليه.

في آخر هذا النفق تغمر الإنسان فرحة غامرة مما يرى ويحس من محبة من طرف أقربائه المتوفين الذين يلتقي بهم او مخلوقات نورانية يعرفون أنها الملائكة و يصفونها أنها مخلوقات لا جنس لها وتحمل  محبة غير مشروطة و تفهم كبير للإنسان، و لغة التواصل في هذا العالم هو التخاطر(Telephatie) فقط.

هناك من تقف تجربتهم في هاته المرحلة و يلحون عليه بالرجوع الى الجسد رغم رغبته في البقاء وغالبا ما يكون أحد الأقرباء أب او أم أو صديق الذي يحثه على الرجوع بحجة عدم اكتمال مهمته في الأرض.


رؤية شريط الحياة
أما من يتجاوز هاته مرحلة فقد يبدأ في رؤية شريط أحداث حياته بالتفصيل و يطلع على نتائج أعماله الأرضية من خير وشر و وقعها الحقيقي على الآخرين بحيث تمر عليه جميع الأحساسيس من سعادة أو ألم كما عاشها الآخرون بسببه،  و تبدأ محاسبة الذات  و يعي قيمة الخير و المحبة و يندم على كل الأشياء السلبية التي اقترفها في حقهم .

"إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" 

و بما أن التجربة ايجابية من أولها فإن الشعور الغالب هو الفخر بأعمال الخير والندم الشديد على أعمال السلبية فهو في حالة متساوية او يغلب عليها الإيجابي والخير.

من يتجاوز هاته المرحلة يرى الأشخاص الذين يمثلون الرموز الدينية في الأرض كالأنبياء و رجال الدين ويحسون بنور وجود الله تعالى ويصفونه بإحساس خاص جدا ومميز يظل مرافقا لحياتهم فيما بعد.


3- تجربة الإقتراب من الموت السلبية :
هي تجربة صعبة و رهيبة جدا بشهادة أصحابها و هم في الغالب من أصحاب الجرائم و ألا دين و الإلحاد ( عدم الإيمان بوجود محاسبة على الأعمال) .
بعد خروج الروح يدخلون رغما عنهم في نفق مظلم يفتح في الأسفل و يجدون في أخره ظلمة وضيق شديد و يرون أهوال العقاب و صور مفزعة كنتائج لأعمالهم السلبية و إن كان من أقاربه أو معارفه شخص هناك فأنه يحذره من الاقتراب والرجوع فورا لتصحيح أخطائه.

استحضار وجود الخالق
من استمرت تجربة في هذه المرحلة فانه يقترب من العذاب شيئا فشيئا الى أن يرجع الى جسده أو يستفيق مذعورا.
و هناك صنف يبدأ في الابتعاد عن العذاب من أول لحظة يتذكر أن يطلب الرحمة من الله تعالى.
يقول أحد رجال الدين : هذا العالم البشع هو تماما العالم الذي يؤمن به المجرمون و ألادينيون لأنه عالم خال من وجود الله تعالى و بالتالي لا رحمة فيه و لا نور, ومن يؤمن بعالم فيه الله تعالى فسيجد الرحمة النور بلا شك.

كيفما كانت التجربة فإن وقعها في مسار الحياة يكون إيجابيا و تصبح لذى صاحبها اقتناع تام بقيمة الخير و الإيمان بالله.


مكانة الدين في العالم الآخر:
ما هو أفضل دين ؟ هذا السؤال سأله أحد من عاشوا تجربة الاقتراب من الموت فكان جواب الملائكة: هو الدين الذي يوصلك لله تعالى.

مفهوم الجنة والنار:
الأرواح تدخل النار للعقاب ولتأهيلها الى مستويات أعلى.
الجنة هي استمرار للترقي ابتداء من المستوى الذي وصله الشخص في الأرض.

تواصل الأرواح مع سكان الأرض:
الأرواح الانسانية بتعاون مع الملائكة تعمل بجهد لتوجيه من هم في الأرض الى حياة أفضل وأكثر تنظيما و حثهم على إحياء الحس الأخلاقي و الإنساني على مر العصور.

أرواح المخلوقات الأخرى:
أرواح الحيوانات و باقي المخلوقات توجد في مستويات متدنية من الوعي يلزمها وقت طويل لتترقى في الحياة الأخرى, و لا تفنى كما يعتقد البعض و هي فكرة أنانية جدا فهناك استمرارية لكل شيء.
للإشارة أحد النباتيين الذين يمتنعون عن أكل لحم الحيوانات وجد تقديرا كبيرا لهذا العمل خلال تجربة الأقتراب من الموت.


0 commentaires

إرسال تعليق